الشهيد القسامي المجاهد / مصعب محمد علي أبو العمرين

من طرف **عماد400** 21/07/11, 03:13 am

الشهيد القسامي المجاهد / مصعب محمد علي أبو العمرين Wah_elshouhda%281%29

أمي الحنون "لقد رأيت رسول الله و بشرني بالجهاد والاستشهاد والجنة"

القسام ـ خاص:

حسن
الخلق، بشوش الوجه، محافظا على الصلوات، في ساحة الميدان كالأسد الهصور،
في الرباط كالطود الشامخ، دائم الذكر لله والصلاة على نبيه، قائما
بالأسحار، متذللا لله بالبكاء، إنه باختصار مصعب محمد أبو العمرين، ركض إلى
اللّه بغير زاد إلا التقى وعمل المعاد والصبر في اللّه على الجهاد وكل زاد
عرضة النفاد غير التقى والبر والرشاد.

المولد والنشأة

في
اليوم السابع من شهر ديسمبر كان ميلاد المجاهد القسامي مصعب محمد أبو
العمرين (أبو خالد) في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، ولد شهيدنا في بيت
متواضع لأسرة إسلامية متدينة تسير على منهج الله وسنة رسوله.

علاقته بأهله وأصحابه

تميزت
علاقة الشهيد مع أهله منذ صغره بالحب الشديد، فكان يتميز عن إخوانه في حبه
لأبيه وأمه بإفراط، وعمل كل ما يطلبانه منه حتى ولو لم يحب ذلك، كان دائما
بشوشا، مؤدبا، عطوفا، كريما، منبعا للصفات الحسنة، فعلا لقد كان يتخلق
بخلق القرآن.

أما علاقته مع إخوانه داخل البيت، فقد كان لا يرفض لأحدهم طلبا، حتى لو أثقل عليه، وكان يذهب لأخواته المتزوجات فيصل دائما رحمه.

وقد تميزت علاقته بأصدقائه كثيرا، فقد كانت علاقة أخوة حقيقية يشوبها المزاح والمرح في بعض الأحيان.

تربى
شهيدنا على مائدة الإسلام، فكان يغضب لله وحرماته، وكان أكثر ما يميز
شهيدنا الوفاء بالعهود، فقد كان مثالا للوفاء بالوعود والالتزامات، ومتحريا
للأخلاق الحسنة ورائدها.

رحلة التعليم

التحق
شهيدنا المجاهد في المرحلة الابتدائية بمدرسة الزهاوي، وأكمل الإعدادية في
نفس المدرسة، ثم انتقل إلى مدرسة شهداء الشاطئ في المرحلة الثانوية وهناك
انضم إلى الكتلة الإسلامية الذراع الطلابي لحركة المقاومة الإسلامية حماس
وأبدع فيها وشارك في كل أنشطتها، حيث كان من الرواد في الدعوة إلى الله
داخل المدرسة، ولم ينس الشهيد معلميه فقد كان الاحترام المتبادل بينه وبين
معلميه سمة المراحل التعليمية لأنه كان متميزا طيلة تلك المراحل، وأكمل
شهيدنا مسيرته التعليمية في المرحلة الجامعية، فقد التحق بالجامعة
الإسلامية بغزة عام 2004م في كلية الآداب ودرس الآداب والتاريخ المعاصر،
ولم تكتب لشهيدنا أن يتم شهادة الجامعة، فقد كتب الله له شهادة عنده في
عليين.

شخصيات لا تمحى من ذاكرته

لقد
كان الشهيد يتأثر كثيرا بأخيه الأكبر الشهيد همام أبو العمرين، فكان يبكي
عندما يذهب همام للرباط لأنه يريد أن يذهب معه ويرابط، فكان همام قدوته في
العمل العسكري والجهادي، وتأثر شهيدنا كثيرا باستشهاد الإمام الشيخ أحمد
ياسين حتى أنه بكى كثيرا جدا على فراقه، وتأثر أيضا بالشهيد سامي الزبدة،
ورأفت شامية.

التحاقه بركب الدعوة

كان
شهيدنا ملازما لمسجد الشيخ رضوان منذ نعومة أظفاره، وساعد في ذلك أسرته
التي عودته على ذلك فقد تربى في المسجد وكان بيته الأول وليس الثاني، وحضر
دروس العلم والندوات، والأمسيات المسجدية، وبايع الإخوان المسلمين عام
2005م وكان مشاركا في جميع الأنشطة والفعاليات، من مظاهرات وملصقات وخدمة
للمسجد ورواده، وكانت علاقة الشهيد مع شباب وأشبال وشيوخ المسجد طيبة جدا
ومبنية على خدمة الإسلام والمسلمين.

كان شهيدنا نقيبا في الدعوة، وكان ملتزما بالقرارات الصادرة عن الدعوة حرفيا ومنفذا لها بكل حب واقتناع.

مصعب المجاهد القسامي

كان
مصعب لحوحا على قيادة المنطقة من أجل إلحاقه بشرف الانضمام لكتائب القسام،
حيث كان مولعا بالجهاد مذ كان صغيرا وكان حلمه الدائم أن يستوعب في
الكتائب، فقد تأثر كثيرا بأخيه الشهيد همام وتعلم منه الصبر والثبات
والشجاعة، وكان له ذلك، فقد انضم شهيدنا إلى كتائب الشهيد عز الدين القسام
في العام 2003م بعد أن أتم متطلبات الجهاد في سبيل الله من توعية وإرشاد
وتعبئة روحانية تعينه على الثبات والتمترس في الميدان.

علاقته بالمجاهدين وحرصه على الجهاد

يقول
أحد إخوانه المجاهدين "يشهد الله عز وجل أن مصعب كان بين إخوانه محبوبا
جدا وكان دائما صاحب ابتسامة تعطي الحب في الله"، إضافة إلى ذلك فقد كان
الشهيد يتقدم إخوانه المجاهدين في الصفوف وكان يحرص أن يكون في المقدمة
سواء في المهمات الجهادية أو الخاصة.

ومن
المجاهدين الذين تعلق بهم الشهيد كثيرا، الشهيد القائد الميداني حسن مرزوق
أبو وطفة، حيث كانت علاقتهما أخوية مميزة وأبى شهيدنا إلا السير على خطاه،
والشهادة في سبيل الله.

سجله الجهادي

كان
لشهيدنا سجلا جهاديا مشرفا، نسأل الله أن يدخله الجنة دون حساب، فقد جرّع
شهيدنا المجاهد الصهاينة الموت الزؤام فكان لهم بالمرصاد.

شارك
شهيدنا في معادلة توازن الرعب القسامي فقد دك شهيدنا مضاجع الصهاينة
بصواريخه وقذائف الهاون مع أخيه الشهيد همام عديدا من المرات، وترصد
للصهاينة في كل مكان فكروا فيه فقد زرع العبوات الناسفة على حدود قطاع غزة
وكانت تلك العبوات لا تخطئ هدفها أبدا.

وقد
تعرض شهيدنا للإصابة في انتفاضة الأقصى المباركة عام 2000م بأربع رصاصات
مباشرة في الجسم، وتعرض أيضا لإصابة أخرى أثناء التدريب، ونجا شهيدنا من
محاولات اغتيال عديدة على يد جيش لحد البائد في غزة.

مبشرات الشهادة

عندما
خرج شهيدنا ليلة الشهادة، قال مصعب إلى والدته :"أمي الحنون، لقد رأيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد بشرني بالجهاد والاستشهاد والجنة"، وقال
لأخيه وزوجته سأعود قريبا، وانطلق شهيدنا وصلى العشاء مع أخيه الشهيد محمد
أبو عبدو والشهيد عبد الرحمن زملط، وبعض المجاهدين.

موعد مع الشهادة

بعد
أن أثخن شهيدنا في الصهاينة وجعل أحلامها كوابيس، كان لا بد من راحة أبدية
بعد مشقة وعناء، حيث كان شهيدنا مصعب ومجموعة من المجاهدين في شقة في أحد
الأبراج وفي الساعة 12:30 بعد منتصف الليل، قام الصهاينة بقصف تلك الشقة
مما أدى إلى ارتقاء المجاهدين الثلاثة أصدقاء في الدنيا ورفقاء في الآخرة،
الشهيد مصعب على محمد أبو العمرين، والشهيد محمد أبو عبدو، والشهيد عبد
الرحمن زملط، ولم يكتف الصهاينة بل قاموا بإلقاء قنابل حارقة على الشقة مما
أدي إلى حرق جثامين الشهداء كليا وحرق الشقة والبرج أيضا، وكانت آخر كلمات الشهيد "اللهم ارزقني الشهادة وأدخلني الفردوس الأعلى" ورددها لمدة تزيد عن عشر دقائق.

الأجواء التي واكبت الجنازة

رغم
الحرب المستعرة، وخطورة الخروج من البيوت، إلا أن جنازة الشهيد كانت من
أكبر جنازات الشهداء في معركة الفرقان، فقد كانت ثالث أكبر جنازة بعد جنازة
الشهيد القائد سعيد صيام، والشهيد القائد نزار ريان، فقد كانت جنازة مهيبة
جدا خرج فيها الصغير والكبير.

ستبقى فينا يا مصعب نبراسا، ولن يتمكن غبار السنين من محو صورتك فينا، فقد كنت والله نعم المجاهد في سبيل الله.