الشهيد القسامي همام محمد أبو العمرين " أبا يحيى"

من طرف **عماد400** 21/07/11, 03:08 am

[size=16][size=16]لرجل الذي صدق الله فصدقه الله

انه درب الشهداء درب من لم يعرف الراحة إلا بقتال اليهود .. انه ذلك الهمام
مرابط على الثغور ... يزرع العبوات ، يقذف الصواريخ القسامية ، يقذف
الهاون ، ينصب البتارات ... يلاقي الأعداء في ساحات الوغى .. ليقول
للغاصبين أن لا مكان لكم في هذه الأرض ، انه الشهيد القسامي القائد
الميداني همام محمد أبو العمرين

الميلاد والنشأة

أبصر همام النور في عام 1978 وقد شهد حي الشيخ رضوان في هذا اليوم ميلاد
الفتى الذي لم يعرف للراحة طعم حتى لقى الله عز وجل شهيدا والد الشهيد أبو
نبيل قال أنه اسماه همام لأنه أصدق الأسماء كما قال النبي صلى الله عليه
وسلم وأن كلمة همام تنبع منها الهمة والعزيمة والإرادة .

وقد تربى همام في أسرة ملتزمة متواضعة محافظة على الدين الإسلامي , الذي
شرب منها لبن العز والفخار , حيث تميزت طفولته ببساطة العيش التي جعلت منه
رجلا غير الرجال , فقد امتلك همام الشدة والصلابة في الحق , وحب إخوانه ومن
حوله بالرغم من بساطة العيش وحنانه لوالديه .

حياته الدراسية

درس شهيدنا همام المرحلة الابتدائية في مدرسة حي الشيخ رضوان ودخل المرحلة
الإعدادية ولكن قدر الله حال دون إكمال دراسته , وقد كانت الظروف غير
مواتية لان يكمل دراسته حيث اندلعت الانتفاضة الأولى انتفاضة الحجارة ,
لذلك لم يكن له الحظ الوافر في القراءة والكتابة بشكل كبير .

ثائر في انتفاضة الحجارة

بدأت انتفاضة الحجارة ولم يبلغ همام سوى عشر سنوات , فما كان منه الا أن
انشغل بكل قواه الفكرية والعقلية في هذه الانتفاضة , حيث لم يهدأ عندما
يرى أمام عينيه ما يفعله الصهاينة من قتل وتدمير , عندها شد همام العزيمة
ومضى ليرشق الحجارة على اليهود وشعل الإطارات ويدافع عن أرضه بكل شجاعة
وبسالة , ومن شجاعة همام أنه كان في الصفوف الأولى في المواجهة مع العدو
الصهيوني , الأمر الذي أدى إلى اصابه بعيار ناري في ساقه أثناء مواجهته
لقوات الغدر الصهيونية , هذه الإصابة لم تستطع أن تثني همام عن مواصلة
مشواره في مقارعة اليهود ، بل زرع في قلبه حب الجهاد والاستشهاد في سبيل
الله عز وجل .

عماد عقل في منزل همام

كما أن للشهيد همام مواقف لا تنسى فمنذ صغره استغل فرصة لجوء الشهيد عماد
عقل لمنزله في الانتفاضة الأولى ، حيث كان له علاقة طيبه مع عماد عقل ،
كما أن الشهيد عماد أحبه وكان يطلب منه بعض الأمور ليساعده في جهاده
ومقارعته للأعداء ولكن ليس بصورة كبيرة ومباشرة

الاعتقال لم يثني الشهيد

وعندما بلغ همام من العمر أربعة عشر عاما قامت قوات الاحتلال باعتقاله
بتهمة رشق الحجارة ويجروه على الاعتراف حتى يغرم أهل الأشبال ويضغطوا
عليهم لمنع أبناءهم من الخروج في المواجهات , ولكن ما أن خرج من لمعتقل حتى
ينطلق مسرعا ليواصل ما بدأ به ويرشق الحجارة ويلقى الزجاجات الحارقة على
اليهود .

تربى على موائد القرآن

كان للمسجد مكانة في قلب أبا يحيى فكان التزامه في مسجده منذ صغره ليتربى
التربية الإسلامية الحقة التي تؤهله إلى أن يكون أحد الشباب المخلصين الذين
يحملون هم الدعوة إلى الله عز وجل بكل ما أتوا فكان من المحافظين على
قراءة القرآن الكريم وحفظه والمداومة على الأسر التربوية في المسجد رغم أنه
لم يكن يجيد القراءة كثيرا ، وكان المحافظين على الندوات العامة في المسجد
حيث كان لها الأثر الكبير في زرع حب الإسلام والدفاع عنه في قلبه .

زواجه وعمله

يترعرع همام وينطلق للبحث عن رزقه حتى يجد مهنة الخياطة التي عمل بها حتى
استشهاده ، أبو صهيب الأخ الأكبر للشهيد قال :" إن همام كان محبا لعمله مما
أهله إلى أن يصبح من عاملا في المصنع إلى مسئولا عن المصنع كله وكان ذلك
نتيجة لإعجاب صاحب المصنع به " ، وبعدها ينطلق لمرحلة جديدة من حياته حيث
تزوج أبا يحيى وهو في الثامنة عشر من عمره ، ليرزقه الله بكرا أسماه يحيى
تيمنا بالقائد الشهيد يحيى عياش التي كانت له مكانة في قلب همام ، كما
رزقه الله أربعة من الإناث أسماهم ، حيث كان حنونا وعطوفا عليهم وعمل على
تربيتهم التربية الإسلامية الحقة .

همام في صفوف كتائب القسام

التحق همام في صفوف كتائب الشهيد عز الدين القسام مع إخوانه في عام 2001 مع
بداية انتفاضة الأقصى المباركة ، ليتولى شهيدنا أولى مجموعات كتائب الشهيد
عز الدين القسام في منطقة الشيخ رضوان ، وكان اختياره من بين أخوانه لما
يتميز به من شجاعة وإقدام وحب للعمل في سبيل الله ، تدرب أبا يحيى على جميع
أنواع الأسلحة ، كما انم الشهيد تدرب على المواد التفجيرية وتصنيعها وعمل
الصواعق وتصنيع العبوات ، كما تدرب على إطلاق قذائف البنا والبتار والهاون و
rbg ، كما انه التحق في دورات خاصة في الكتائب ليتحمل صعوبة الدورة
ومشاقها ليكون من أفضل المتدربين ، مما أهله إلى أن يكلف من قبل إخوانه في
قيادة العمل العسكري أن يكون القائد الميداني لكتائب القسام في منطقة النصر
والصفطاوي والشيخ رضوان ، كما أن للشهيد هما باع طويل في تدريب مجموعات
كتائب القسام والجيش الشعبي في منطقته .

مرابط على الثغور

كان لهمام الكثير من القصص في مقارعته لأعداء الله حيث في كثير من الأحيان
أطلقت قوات الاحتلال النار عليه وهو في مهمة استطلاعية على الخط الشرقي
لكن الله سلمه في كل مرة يحاول الاقتراب من الصهاينة ، كما أنه نجى أثناء
إطلاق الدبابات إطلاق قذيفة بالقرب منه وهو في مهمة جهادية على الخط الشرقي
، كما شارك في الرباط على الثغور مرات عديدة فقد شهدت له مناطق كثيرة منها
الزيتون والشجاعية والشيخ رضوان رباطا لذلك الفارس الشجاع الذي لم يهدا له
بال الا بالرباط والجهاد ومقارعة الأعداء .

أسد الاجتياحات:

قام الشهيد بالعديد من عمليات إطلاق قذائف الهاون وصواريخ القسام على
المغتصبات الصهيونية ، وشارك في زرع العبوات الأرضة في كثير من المناطق
التي كانت تحاول قوات الاحتلال دخولها ، كما شارك في صد الاجتياحات
المتكررة لحي الزيتون وحي الشجاعية ومنطقة التوام ، حيث كان ينصب قاذف
البتار ونصب العبوات الأرضية والجانبية في كل اجتياح .

موعده مع الشهادة

بعد أن صلى شهيدنا همام الفجر في جماعة، حمل سلاحه وبتاره وانطلق ليصد قوات
الاحتلال التي اجتاحت حي الشجاعية بتاريخ 11-2-2004 م ، وما من الدبابات
إلا أن أطلقت قذيفة باتجاه أبا يحيى ليبقى في غيبوبة لمدة أربيعين يوما
تقريبا ، ومع بزوغ فجر 24-3-2004 ارتقى همام إلى العلياء لتعانق روحه روح
شيخه احمد ياسين الذي استشهد قبله بيومين ، وينال الشهادة التي لطالما حلم
بها .

وصية الشهيد همام

بسم الله الرحمن الرحيم

" ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون "

هذه وصيتي أنا الشهيد بإذن الله تعالى " همام محمد أبو العمرين أبو يحيى " أحد أبناء قلعة الشيخ رضوان " من مسجد الرضوان .

أيها الأخوة الأحباب

لأنها والله لحياة زائلة ... وان الله مستخلفنا فيها فناظر إلى أعمالنا إن خير فخير وان شر فإلى جهنم وبئس المصير ..

إن هذه السطور القليلية التي أكتبها لأودع بها إخواني وأحبابي لهي تعجز أن
تعبر عما يدور في قلبي وعما أريد أن أتكلم دعوني أوصيكم لعلي أرحل يوما
وأغيب عنكم .

أوصيكم يا شباب الاسلام بالعمل لله تعالى وأن تعلموا بأن الطريق شاق وطويل
وأن هذا الطريق لن يقبل بأن يسير عليه أي رجل ولكن هو طريق الرجل فيه بألف
رجل ، انه طريق البنا والقسام ويحيى وعماد عقل والمقادمة ... انه درب
الشهداء والصالحين ، فمن أراد أن يلحق بركب هذه القافلة فليعلم بأن الموت
والشهادة هي أول الطريق ومن يريد أن يلحق بهذه القافلة يجب أن يكون مستعدا
للتضحية بنفسه وماله وأهله ووقته في سبيل رفعة راية الاسلام .. أما أنا يا
إخوتي الأحباب فان شاء الله ....

أنا في جنة الله أحيا في ألف دنيا ودنا

وما تمنيت شيئا الا أتاني سعيا

فلا تقولو خسرنا من غاب بالأمس عنا

ان كان في الخلد خسر فالخير أن تخسروني

وأما الى من أحبني من الشباب أقول لهم ....

كفكف دموعك ليس في عبراتك الحرة ارتياحي

هذا سبيلي ان صدقت محبتي فحمل سلاحي

إخواني ياشباب القسام :

لقد تسابقنا كثيرا على نيل الشهادة واني والله لأعلم أن منكم الكثير من سعى
إليها قبلي ولكن هذا قدر الله تعالى في قوله " من المؤمنين رجال صدقوا ما
عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا "

فكونا أيها المجاهدين المرابطين على ثغور فلسطين الحبيبة من المنتظرين
السائرين على طريق الجنان .. جنان الرحمن .. فإذا أردتم أن تلحقوا بي فلا
تتوقفوا عن مقارعة هؤلاء القردة والخنازير .. فلكم كنا نقارعهم .. نزلزلهم
.. ندب الرعب في قلوبهم .. . فكم كنا نترصد نومهم ليلا لنفزع مضاجعهم على
صوت القسام والهاون فو الله الني لمشتق إلى لقاء الرحمن .. إلى لقاء
المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام .. كم أنا مشتاق إلى حور
الجنان ولكني سأشتاق أيضار إلى مقارعتهم في مستوطناتهم وضرب دباباتهم فاني
مشتاق إلى سماع صيحاتهم وعويلهم .

ولكني والحمد لله أعلم جيدا بأن جيش القسام وجند القسام هم جند النصرة
والشهادة وأعلم أن استشهادي بإذن الله تعالى لن يكون إلا نار على الطغاة
ونورا لأخواني المجاهدين .

إخواني الأحباب:

إخواني أبناء المساجد وخاصة أبناء قلعة الرضوان الصامدة " مسجد الرضوان "
اعلموا جيدا بأن فراقي لكم سيكون شاقا على كما هو شاقا عليكم ولكن احتسبوني
عند الله تعالى في روضات الجنان عند رب العرش والسماوات ، إليكم جميعا
شيوخا وشبابا وأشبال وبراعم أهدي سلامي وأشواقي فاصبروا واحتسبوا وأدعو
الله تعالى أن يتغمدني الله بواسع رحمته ، كم أسأل الجميع أن يسامحني ان
كنت قد أخطأت في حقه لعلي ألقى ربي على خير حال .

أبي وأمي:

لا يسعني إلا أن أقول لكم اصبروا واحتسبوا فاني والله لأحبكم كثيرا ولكن لنا لقاء وأن شاء الله تعالى في جنان الرحمن .

إخواني وأخواتي وعماتي وأخوالي وخالاتي :

أوصيكم بزوجي وأبنائي خيرا وأوصيكم بابني يحيى أن تهتموا بتربيته تربية إسلامية وأن توجهوه لحفظ القرآن لعله يلحق بي يوما .

وأخيرا أقول:

لا تحزنوا يا إخوتي إني شهيد المحنة

آجالنا محدودة ولقاؤنا في الجنة

وفي الختام أسأل الله تعالى أن يرزقني الله تعالى رؤيته وجهه الكريم وأساله
أن يجمعني بالرسول وصحبه الكرام ومن تبعهم من الشهداء ، كم وأسأل الله
تعالى أن يجمعني بكل إخواني أحبابي المجاهدين في مستقر رحمته .

أخوكم الشهيد الحي بإذن الله تعالى

همام محمد أبو العمرين " أبو يحيى"[/size]
[/size]